يرتبط كل توظيف أو استثمار بالمخاطر و العائد. و نتكلم غالبا عن نسبة التوظيف و نسبة عائد استثمار ما و نسبة المخاطر و نسبة مكافأة المخاطر.
ما معنى مصطلح النسبة أو نسبة الفائدة ؟
إن نسبة الفائدة هي إيجار الأموال أو جازية قرض الأموال. و مبرراتها هي كالتالي :
القيمة الزمنية للأموال
تجازي نسبة الفائدة العدول عن الاستهلاك الفوري للأموال. فالشخص الذي يقرض مبلغا من المال يحرم نفسه من الاستهلاك الفوري لهذا المال لصالح المقترض. و من المعروف أيضا أنه يتلقى جازية تُعوضه عن ضرر الحرمان المؤقت.
تمثل الفائدة، بالنسبة للمقترض، تكلفة الخدمة المقدمة من طرف المقرض بحيث يستفيد مسبقا من مداخيله المستقبلية.
مثال : إذا قررتم شراء سيارة، فلديكم طريقتين للقيام بذلك :
1- اقتراض مبلغ لمدة 4 سنوات لشراء السيارة اليوم ؛
2- ادخار مبلغ صغير كل شهر لشراء السيارة بعد 3 سنوات أو أكثر.
إذا قمتم بالاقتراض، فالفائدة التي ستدفعونها تمثل ثمن ربح استعمال أو إمكانية الاستفادة من سيارتكم على الفور. و تجازي الفائدة أيضا تناقص قيمة النقد، و هو فقدان القوة الشرائية السنوية و الذي يكون عموما بسبب التضخم.
ثمن المخاطر
تتضمن جميع القروض مخاطر عدم التسديد (إفلاس أو عدم ملاءة المقترض). غير أن هذه المخاطر لا تُقبل من طرف المقرض إلا في حالة تلقي جازية تزداد قيمتها مع تزايد احتمال عدم التسديد. و تعرف هذه الأخيرة بتسمية "مكافأة المخاطر".
العائد المطلوب من طرف المقرض
إذا استطاع المقرض إمكانية التوظيف بنسبة فائدة معينة، فإنه لن يقبل بالإقراض بنسبة تقل عن هذه الأخيرة. و تعرف نسبة الفائدة هاته بتسمية "تكلفة الفرصة البديلة".
مثال : إذا كان للمدخر إمكانيات توظيف بنسبة %5، فإنه لن يقبل بإقراض الدولة أو المقاولات بنسبة تقل عن %5 و بنفس المخاطر.
مختلف أنواع النسب
- نسبة الفائدة البسيطة :
تطبق أساسا على العمليات ذات المدى القصير. و تُستعمل الفوائد البسيطة عندما تقل المدة عن سنة. كما أنها تتناسب مع المدة الإجمالية للقرض أو للتوظيف و تؤدى دفعة واحدة عند بداية أو نهاية العملية.
مثال: توظيف مبلغ 10 000,00 درهم في حساب يدُرّ فائدة شهرية تبلغ 0,6% ، بفوائد بسيطة خلال ثلاثة أشهر. تبلغ قيمة الفوائد في نهاية الفترة : 180 = 3 × 0,006 × 10 000,00 درهم و المبلغ الذي يظهر بالحساب عند نهاية الثلاثة أشهر يعادل 10 180,00 درهم.
عمليا، غالبا ما تكون نسبة الفائدة المعلن عليها نسبة سنوية على أساس 360 يوما، و يكون ذلك بالنسبة للعمليات ذات المدى القصير.
مثال : اقتراض مبلغ 10 000,00 درهم ابتداء من 15 أبريل إلى 31 أكتوبر بنسبة سنوية تعادل 9%. يقدر عدد الأيام الذي تطبق عليه هذه الفائدة : 199 = 31+30+31+31+30+31+15. الفائدة المستحقة هي إذن 497,5 = 360\199 × 0,09 × 10 000,00 درهم.
- نسبة الفائدة المركبة :
نتكلم عن الفوائد المركبة عندما تضاف الفوائد للرأسمال لخلق فوائد جديدة عند نهاية كل فترة حساب. وفي هذه الحالة، يمكن للفائدة التي يتقاضاها الدائن عند كل فترة أن تُوَظَّف خلال المدة المتبقية للعملية فتدر هذه الفائدة نفسها فائدة أخرى. و نقول أن الفائدة "مرسملة" عندما تضاف إلى الرأسمال و تنتج فوائد.
تسمح القيمة المحققة، و التي تتوافق مع عملية الرسملة، بالإجابة على أسئلة من النوع :
إذا قمت بتوظيف 1 000,00 درهم اليوم، فكم سيصبح لدي عند مرور 10 سنوات ؟
إذا قمت بإقتراض 10 000,00 درهم اليوم، فكم سيتوجب علي تسديده خلال سنتين ؟
إن القيمة الحالية هي القيمة الآنية لرأسمال ما و التي لن تكون متاحة إلا بعد عدة سنوات. إنها عملية التحيين، و تسمح بالإجابة على أسئلة من هذا النوع :
ما المبلغ الذي يتوجب ادخاره اليوم من أجل الحصول على 150 000,00 درهم عند مرور 10 سنوات ؟
ما المبلغ الذي يمكننا اقتراضه اليوم بتسديد 2 000,00 درهم شهريا لمدة سنتين ؟
- النسبة الثابتة :
تُحَدَّد نسبة الفائدة عند توقيع عقد القرض و لن تتغير طيلة مدة العقد.
الجانب الإيجابي الرئيسي للنسبة الثابتة هو الأمان. فأنتم تدركون، منذ البداية، مبلغ الدفعات الشهرية و التكلفة الإجمالية للقرض، كيف ما كان تطور السوق، لن تتغير نسبة و مدة القرض. يمكنكم عندئذ تدبير ميزانيتكم بأكثر فعالية.
في المقابل، فلن تسـتــفيدوا من الانخفاضات المحتملة للنسب و ربما تتعرضون لتسديد فوائد عالية للغاية مقارنة مع أوضاع السوق. بالإضافة إلى ذلك، تكون نسبة الفائدة أعلى من التي تكون في قرض ذو نسبة متغيرة.
فإذا كنتم ستقترضون لمدة طويلة (أكثر من 15 سنة)، فهذا النوع من النسب هو الأفضل لأنه يوفر الأمان. و في الواقع، إذا كانت الزيادة أو النقصان للنسب أقل احتمالا على المدى القصير، فليس بمقدور أحد التنبؤ بتطورهما على المدى الطويل.
- النسبة المتغيرة :
تتم مراجعة النسبة المتغيرة دوريا و وفقا لتطور معطى ما أو مؤشر مرجعي ما.
هناك العديد من المزايا للقروض بنسبة متغيرة و من بينها :
- النسب المتغيرة تكون عموما أضعف من النسب الثابتة؛
- تستفيدون من النقصان المحتمل للنسب او الذي سينعكس على دفعاتكم الشهرية.
و مع ذلك فللقرض بنسبة متغيرة جانب سلبي رئيسي هو مخاطره. فأنتم، في الواقع، معرضون لارتفاع النسب وارتفاع تكلفة القرض الخاص بكم، كما يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، خاصة إذا كانت ماليتكم غير كافية لتحمل الزيادة في الدفعات الشهرية لقرضكم (أزمة الرهن العقاري sub-prime).
اختيار قرض بنسبة متغيرة هو إذن خيار مضاربي. و من الخطر استعماله لتمويل اقتناء مسكنكم الرئيسي، إلا إذا كانت مدة العقد قصيرة (أقل من 7 سنوات). و مع ذلك هذا الاختيار يمكن أن يكون جيدا على المدى الطويل. و يمكنكم الإستفادة منه بسهولة أكبر إذا كان لديكم وضع مالي يسمح لكم بمواجهة تغيرات عالية في التسديد.
- النسبة الفعلية الإجمالية (TEG):
النسبة الفعلية الإجمالية (TEG) هي نسبة الفائدة السنوية التي تدفعونها فعليا، مع كافة التكاليف، لبنككم في حالة توظيف أو اقتراض.
و يتم حساب هذه النسبة عن طريق دمج جميع عناصر كلفة الاقتراض بالإضافة إلى نسبة الفائدة نفسها محسوبة على أساس حُسباني.
- النسبة الاسمية، النسبة الحقيقية :
يراد بنسبة الفائدة الاسمية النسبة المسجلة في عقد الائتمان و التي يدفعها فعليا المقترض للمقرض. و غالبا ما يسدَّد الرأسمال المقترَض أو الموظف هو أيضا بقيمته الإسمية.
و يراد بالقيمة الحقيقية للاقتراض القيمة الاسمية المعدلة من أثار التضخم.
أنظر قسم الادخار و الاستثمار
- النسبة الحُسبانية :
إن النسبة الحُسبانية لعملية ما هي نسبة الفائدة المركبة السنوية، المعادِلة للنسبة الاسمية للعملية و جعل التدفقات المؤداة و المستلمة، مماثلة بالنسبة لكلتا العمليتين. و يتم حسابها وفقا لعملية، ترتكز على إعادة التدفقات المالية غير القابلة للمقارنة بشكل مباشر، لكونها قد وقعت في تواريخ مختلفة، إلى نفس القاعدة (مضبوطة/مضبوطة). و تسمح هذه النسبة بإجراء تقييم مختلفٍ لعائد سلسلة تدفقات الصناديق.
- النسبة التناسبية و النسبة المعادلة :
كثيرا ما يتم التعبير عن الفوائد سنويا. و عندما تكون فترة تقل عن سنة، فيجب حساب النسبة السائدة لهذه الفترة.
بالنسبة لفائدة سنوية تعادل 12%، فالنسبة التناسبية الشهرية تعادل 1% أما النسبة التناسبية الأسدوسية فهي تعادل 6%.
تعتبر النسبة المعادلة هي النسبة التي تؤدي إلى نفس القيمة المكتسبة عند نهاية الفترة.
- الفائدة المحتسبة لاحقا و الفائدة المحتسبة مسبقا:
عندما تؤدى الفوائد في نهاية الفترة، نقول أنها محتسبة لاحقا أو مستحقة القسط.
أما عندما تؤدى الفوائد في بداية الفترة، نقول أنها محتسبة مسبقا أو مستحقة.
مثال : يوظف مبلغ بقيمة 10 000,00 درهم في حساب بفائدة 0,6% في الشهر خلال مدة ثلاثة أشهر. ترتفع الفوائد إلى 180 = 3 × 0,006 × 10 000,00 درهم.
ترتفع الفوائد إلى 180 درهم بنسبة أسدوسية ب 1,8% = 0,6% × 3.
إذا ما كان مبلغ 180 درهم هو الذي تم دفعه في بداية التوظيف، لما كان المبلغ الموظف في الواقع إلا
9 820,00 = 180,00 – 10 000,00 درهم ؛ أي أن النسبة الفعلية تعادل 1,83% لمدة ثلاثة أشهر. (100*(1-(9 820\10 000)))
- النسبة الرئيسية
إنها نسبة الفائدة التي يتم تحديدها يوميا من قبل البنك المركزي من أجل إعادة تمويل البنوك. وهي أيضا نسبة يقرض بها البنك المركزي باقي البنوك لتزويدهم بالسيولة.
المخاطر و العائد
إن المخاطر و العائد مفهومين مرتبطين بشكل كبير حيث كلما خاطر المستثمر كلما طالب بعائد أهم. فالاستثمار دون مخاطر أقل ربحا أو أقل مردودية من الاستثمار المحفوف بالمخاطر.
و يعتمد عائد استثمار بالأدوات المالية على مكافأة المخاطر و النظام الضريبي و التقلبات التاريخية.
و تنقسم عوامل المخاطر إلى :
- مخاطر محددة: و هي مجموعة من المخاطر المرتبطة بالمُصْدِر ؛
- مخاطر السوق: ترتبط بالظرفية الاقتصادية و بالنمو و ما إلى ذلك ؛
- مخاطر النسب: ترتبط بالتغيرات في نسب الفائدة ؛
- مخاطر السيولة: ترتبط بصعوبة تحويل الاستثمارات بأدوات مالية إلى سيولة نقدية ؛
- مخاطر التضخم: تعود إلى تدهور القوة الشرائية و انخفاض مردودية الأدوات المالية.